أسباب الإجهاض المتكرر عند النساء

7 أسباب تؤدي لإصابة المرأة بمشكلة الإجهاض المتكرر

تعد مشكلة الإجهاض المتكرر من أكثر القضايا الصحية التي تشغل بال النساء اللواتي يعانين من فقدان الحمل المتكرر. على الرغم من أن الإجهاض يعد حادثًا شائعًا في بداية الحمل، إلا أن الإجهاض المتكرر، الذي يعرف بفقدان ثلاثة أو أكثر من حالات الحمل المتتالية، قد يكون مؤلمًا من الناحية النفسية والجسدية على حد سواء. تختلف الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإجهاض المتكرر من امرأة لأخرى، وقد تكون الأسباب متعددة ومعقدة. في هذا المقال، سنتناول سبع أسباب رئيسية تؤدي إلى الإجهاض المتكرر مع توضيح تأثيراتها على الصحة الإنجابية للمرأة.

1. الاضطرابات الجينية أو الكروموسومية

أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للإجهاض المتكرر هو وجود اضطرابات جينية أو كروموسومية في الجنين. حيث يمكن أن تحدث طفرات جينية أو مشاكل في الكروموسومات أثناء انقسام الخلايا، مما يؤدي إلى تشوهات تؤثر على تطور الجنين. في مثل هذه الحالات، يتعرف الجسم على المشكلة ويعمل على إجهاض الحمل بشكل طبيعي. بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر، قد تكون هناك حاجة لفحص جيني للزوجين لتحديد ما إذا كانت هناك مشاكل جينية تؤثر على صحة الحمل.

من الأمثلة على هذه الاضطرابات هي التثلث الصبغي، حيث يوجد نسخة إضافية من الكروموسوم، مثل التثلث الصبغي 21 الذي يسبب متلازمة داون. في حالات أخرى، قد يؤدي نقص أو زيادة في عدد الكروموسومات إلى تشوهات تضر بتطور الجنين، ما يؤدي إلى الإجهاض.

2. مشاكل في بطانة الرحم

تعتبر بطانة الرحم أحد الأجزاء الأساسية التي تدعم نمو الجنين خلال الحمل. إذا كانت بطانة الرحم غير قادرة على التكيف أو تهيئ بيئة مناسبة للإخصاب والنمو السليم للجنين، فإن هذا قد يؤدي إلى الإجهاض المتكرر. من بين المشاكل التي قد تؤثر في بطانة الرحم:

• الالتهابات المزمنة: التهاب بطانة الرحم قد يمنع انغراس الجنين في جدار الرحم بشكل صحيح.

• تليف الرحم أو الأورام الليفية: الأورام الليفية هي نمو غير طبيعي في الرحم، قد تتداخل مع نمو الجنين أو تمنع انغراسه بشكل صحيح.

• تضيق عنق الرحم: وجود مشكلة في عنق الرحم قد يمنع الجنين من الاستقرار بشكل سليم داخل الرحم.

لذلك، من المهم أن تخضع المرأة التي تعاني من الإجهاض المتكرر لفحوصات دقيقة لتحديد ما إذا كانت هناك أي مشكلات في بطانة الرحم أو جدار الرحم، مع معالجة هذه المشكلات إذا لزم الأمر.

3. الاضطرابات المناعية

قد تكون بعض النساء أكثر عرضة للإجهاض المتكرر بسبب وجود اضطرابات مناعية، حيث يهاجم جهاز المناعة في جسم المرأة الأنسجة السليمة بما في ذلك الجنين. من بين هذه الاضطرابات هو مرض “الأجسام المضادة للفوسفوليبيد” (APLA)، الذي يزيد من احتمالية حدوث تجلط الدم في المشيمة ويقلل من تدفق الدم إلى الجنين، ما يؤدي إلى الإجهاض. يعاني بعض النساء من هذا المرض دون أن يدركن وجوده، مما يستدعي إجراء فحوصات للكشف عن الأجسام المضادة.

في هذه الحالة، يتطلب العلاج عادة استخدام أدوية مميعات الدم أو الأدوية التي تثبط نشاط الجهاز المناعي لتقليل خطر الإجهاض المتكرر. ومن المهم أن يتم التشخيص المبكر للاضطرابات المناعية بحيث يمكن للمرأة تلقي العلاج المناسب للحفاظ على حمل صحي.

4. العيوب الهيكلية في الرحم

العيوب الهيكلية في الرحم يمكن أن تكون من العوامل الرئيسية التي تساهم في الإجهاض المتكرر. تشمل هذه العيوب العيوب الخلقية أو المكتسبة في شكل الرحم، مثل:

• رحم ذو قرنين: حيث يكون الرحم مقسومًا إلى قسمين بدلًا من أن يكون مجوفًا بالكامل، مما قد يمنع الحمل من الاستقرار بشكل سليم.

• الحاجز الرحمي: يمكن أن يكون هناك جدار داخل الرحم يمنع نمو الجنين في جزء من الرحم، مما يؤدي إلى الإجهاض.

• الرحم المائل: في بعض الحالات، قد يكون الرحم مائلًا بزاوية غير طبيعية، ما يصعب انغراس الجنين بشكل صحيح.

تتطلب هذه الحالات عادة تدخلًا جراحيًا لتصحيح الهيكل الرحمي وإعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي لتسهيل الحمل الناجح في المستقبل.

5. ارتفاع مستوى الهرمونات أو اضطرابات هرمونية

الهرمونات تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الحمل. الاضطرابات الهرمونية قد تؤثر على قدرة المرأة على الحفاظ على الحمل. من بين الاضطرابات الهرمونية التي قد تسبب الإجهاض المتكرر:

• قصور الغدة الدرقية: نقص نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يسبب مشاكل في الخصوبة والإجهاض المتكرر.

• متلازمة تكيس المبايض (PCOS): تتسبب هذه الحالة في اضطراب في مستويات الهرمونات، مما قد يؤثر على عملية التبويض وزيادة احتمال الإجهاض.

• ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين: قد يسبب مستوى البرولاكتين المرتفع صعوبة في حمل الحمل بشكل سليم.

• انخفاض مستويات هرمون البروجسترون: البروجسترون مهم للحفاظ على بطانة الرحم واستقرار الحمل. نقص هذا الهرمون قد يؤدي إلى الإجهاض.

علاج هذه الاضطرابات قد يتطلب استخدام أدوية لتنظيم مستويات الهرمونات أو علاج الحالات المرتبطة بها.

6. الوزن الزائد أو نقص الوزن

الوزن الزائد أو نقص الوزن قد يكون له تأثير كبير على القدرة على الحفاظ على الحمل. النساء اللواتي يعانين من السمنة أو نقص الوزن الشديد قد يواجهن مشاكل صحية تؤثر على تطور الحمل. السمنة تزيد من خطر حدوث مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الحمل. من ناحية أخرى، نقص الوزن يمكن أن يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية الأساسية، مما يزيد من خطر حدوث الإجهاض.

من المهم أن تكون المرأة في وزن صحي عند محاولتها للحمل، ويشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بشكل منتظم.

7. العوامل النفسية والضغوطات النفسية

تشير الدراسات إلى أن الضغوط النفسية المرتفعة قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإجهاض المتكرر. التوتر النفسي والقلق يمكن أن يؤثران على مستوى الهرمونات في الجسم، مما يعرقل استقرار الحمل. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التوتر المفرط إلى زيادة إفراز هرمونات مثل الكورتيزول، التي قد تؤثر سلبًا على نمو الجنين.

من المهم أن تتعامل المرأة مع الضغوط النفسية بشكل جيد من خلال الاسترخاء، ممارسة التأمل، والابتعاد عن المواقف المجهدة لتقليل خطر حدوث الإجهاض المتكرر.

الخلاصة

الإجهاض المتكرر هو مشكلة معقدة يمكن أن يكون لها العديد من الأسباب. من المهم أن تقوم النساء اللواتي يعانين من هذه المشكلة بالتعاون مع الأطباء لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب الجذري للمشكلة. مع التطور في الطب والتشخيص، أصبح بإمكان النساء الحصول على العلاج المناسب وزيادة فرص الحمل الناجح.